غزة-دنيا الوطن
لم تنجح الاعتقالات المتكررة للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات في عرقلة نشاطه الوطني ومزاولة مسئوليات متعددة داخل السجون وخارجها.
وضربت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء 14-3-2006 حصارا مشددا على مقر المقاطعة في مدينة أريحا بالضفة الغربية؛ حيث يعتقل سعدات منذ عام 2001 بتهمة اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زائيفي عام 2000.
وسعدات النائب المنتخب عن المجلس التشريعي الحالي أيضا عضو في المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس قائمة الشهيد أبو علي مصطفى في انتخابات المجلس التشريعي التي جرت في 25 يناير 2006.
ولد أحمد سعدات عبد الرسول في مدينة ألبيرة بالضفة الغربية عام 1953 لأسرة مناضلة تم تهجيرها من قريتها الأصلية دير طريف عام 1948، وعاش طفولته وترعرع في مدينة ألبيرة وأكمل مراحل دراسته هناك وتخرج في معهد المعلمين بمدينة رام الله عام 1975 تخصص رياضيات، وهو أب لأربعة أبناء.
ومنذ نعومة أظفاره التحق سعدات بصفوف العمل الوطني في إطار العمل الطلابي بعد هزيمة يونيو عام 1967 وفي عام 1969 انضم لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
اعتقالات
واعتقل سعدات أكثر من مرة كانت المرة الأولى في شهر فبراير عام 1969 اعتقل خلالها لمدة 3 أشهر، ولم تمض شهور قليلة حتى أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله للمرة الثانية في إبريل من العام 1970 وأمضى 28 شهرا في سجون الاحتلال.
وفي مارس عام 1973 اعتقل للمرة الثالثة وأمضى 10 أشهر، وأعيد اعتقاله للمرة الرابعة في مايو 1975 لمدة 45 يوما، وفي مايو عام 1976 اعتقل للمرة الخامسة وحكمت محاكم العدو عليه بالسجن مدة 4 سنوات.
أما المرة السادسة فكانت في نوفمبر 1985 لمدة عامين ونصف، وبعد اندلاع الانتفاضة الأولى وتحديدا في أغسطس عام 1989 أعيد اعتقاله للمرة السابعة فأمضى في الاعتقال الإداري مدة 9 أشهر.
وفي المرة الثامنة اعتقل عام 1992 لمدة 13 شهرا أمضاها في الاعتقال الإداري أيضا.
وبعد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية لاتفاقات أوسلو وتولي السلطة الفلسطينية مهامها لم تنته رحلة الاعتقالات لسعدات حيث أقدمت السلطة الفلسطينية على اعتقاله 3 مرات، في ديسمبر 1995، وفي يناير 1996 وفي مارس 1996.
مسئوليات خلف الأسوار
وتقلد أحمد سعدات مسئوليات متعددة داخل السجون وخارجها، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية العامة للجبهة في المؤتمر الرابع عام 1981، وفي المؤتمر الوطني الخامس عام 1993 أعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي أثناء وجوده في المعتقل الإداري، وأعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة، والمكتب السياسي في المؤتمر الوطني السادس عام 2000.
وكان سعدات عضوا في لجنة فرع الجبهة الشعبية على مستوى الوطن وأصبح مسئولا لفرع الضفة الغربية منذ العام 1994.
وإثر إقدام الاحتلال على اغتيال أبو علي مصطفى أمين الجبهة الشعبية بصاروخين استهدفا مكتبه في مدينة رام الله تداعت هيئات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لانتخاب أمين عام جديد لها فانتخبت أحمد سعدات بداية أكتوبر العام 2001.
وكان التاريخ الفاصل والحدث الأهم في حياة سعدات في 15 يناير عام 2001 عندما أقدمت السلطة الفلسطينية على اعتقال أحمد سعدات تنفيذا لإملاءات وضغوط الحكومة الإسرائيلية إثر قيام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زائيفي في أكتوبر 2000.
صفقة المقاطعة
وتعرض سعدات للاختطاف وتم احتجازه في مقر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى أن قامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة مقر عرفات مطالبة بتسليمها سعدات و4 من رفاقه تتهمهم بالوقوف وراء اغتيال زائيفي وتم في عام 2002 عقد صفقة لفك الحصار عن مقر عرفات عرفت "بصفقة المقاطعة" بناءً عليها سجن سعدات ورفاقه في سجن أريحا الفلسطيني تحت حراسة رجال أمن أمريكيين وبريطانيين. ووصفتها آنذاك الجبهة الشعبية بالصفقة سيئة الصيت والسمعة.
وخلال اعتقاله لدى السلطة تقدم محامون بدعوى للإفراج عنه إلى محكمة العدل العليا الفلسطينية طبقا للقانون الفلسطيني الذي يجعل النظر في أمره من صلاحيات القضاء الفلسطيني وبتاريخ 3/6/2002 صدر حكم بالإفراج عنه.
في نفس يوم صدور الحكم جاء المسئول عن الحراسة وهو بريطاني يدعى فيليب ليطمئن أنه ما زال رهن الاعتقال وتوجه له ببعض الأسئلة التحقيقية محذرا إياه بعدم الخروج من السجن.
والتقى سعدات مع جميع من تقلدوا وظيفة وزير الداخلية بعد إقرار هذا الموقع وطالبهم بتحديد الوصف القانوني لوضعه وخطواتهم لتصحيحه.
ورأس أحمد سعدات قائمة الشهيد أبو علي مصطفى لانتخابات المجلس التشريعي في يناير 2006، ولم يسمح له بممارسة دعايته الانتخابية المباشرة واتصاله مع الجمهور، كما لم يأخذ فرصته في الحديث عبر التلفزيون الفلسطيني في فترة الدعاية الخاصة بقائمة الشهيد أبو علي مصطفى.
وفاز سعدات في الانتخابات التشريعية بالإضافة إلى 2 من رفاقه في القائمة وهما جميل المجدلاوي وخالدة جرار