نزار عبد القادر ريان دائما عرّف عن نفسه لطلابه الجامعيين بأنه
نزار عبد القادر ريان العسقلاني النعلواني الفلسطيني
ونعلواني كناية عن بلدته نعليا الواقعة إلى الشمال من قطاع غزة والتي هجر منها
الفلسطينيون ومن بينهم والداه في العام 1948
تقول عنه ابنته ولاء
والدي لم ينس نعليا في حياته فقد كانت دائما في قلبه وعقله، حتى أن اخوتي الصغار كانوا
يقولون لبعضهم عندما نعود لنعليا سوف نقوم بكذا وكذا
وبدت الفتاة فخورة بوالدها الذي قاد المقاومين في تصديهم لاجتياحات الاحتلال في
مناطق قطاع غزة المختلفة
وتضيف قائلة
لم يستطع والدي النوم في الليالي الاخيرة فقد قدمت الى المنزل سيدة واشتكت له من
سوء اوضاعها المعيشية قائلة، انها قامت بغمر الخبز بالمياه واطعام ابنائها، ومن هول
ما قالت لم يستطع والدي النوم ابدا
وتتذكر ولاء وتتابع قائلة
حينها قال أبي يا الهي هل وصل بنا الامر الى هذه المرحلة الا تجد سيدة ما تطعم اطفالها ؟
قبل ان يستشهد بساعة واحدة توجهت ايمان عصفورة زوجة ابنه الاكبر بلال إلى منزله
حيث استقبلها ضاحكا وسالها
هل تريدين ان تستشهدي معنا ؟ فأجابته نعم
فقال لها اللهم تقبلنا جميعا شهداء
وآخر ما رأته عصفورة هو أطفاله يلهون حوله وأحدهم يساعد والدته في مهام المنزل
ثم هوت قنبلة واحدة تزن طناً كاملاً أتت على منزل الشيخ البروفيسور الجامعي نزار ريان بالكامل
الشهيد الذي يحوز على درجة الدكتوراة في علم الحديث قال في آخر أيامه لأطفاله كما تنقل
عنه زوجات ابنائه بلال وبراء ومحمد إنه كان يمازح اطفاله قائلا
من يحب ان يستشهد معي ؟
فأجابه جميع اطفاله نحن يا بابا إما ان نموت معا أو نعيش معا
حتى أن ابنه الصغير عبد الرحمن قال
لا استطيع ان اتخيل يا والدي ان تستشهد ولا أراك بعدها اريد ان استشهد معك
تقول ايمان عصفورة زوجة ابنه الاكبر بلال والتي بدت مجللة بالصبر
قال مرة لابنائه أحب ان استشهد واذهب مباشرة للجنة
فقال له احد اطفاله يا أبانا انهم يضعون الاطفال بالثلاجات
فأجابهم ضاحكا لا اريد ثلاجة الموتى لاني سأشعر بالبرد ثم أن ثلاجة الموتى
لا تتسع لجسدي الضخم أنا أريد أن أُدفن مباشرة وأذهب للجنة
وتضيف قائلة
لقد تعرفت الى كافة ابناء عمي الشهداء وزوجات عمي بعد استخراج جثثهم من تحت
الانقاض وكان الشهداء جميعا كأنهم احياء مبتسمين
لقد رأيتهم قبل استشهادهم بدوا لاعبين وكأنهم حلقة من بلور بالقرب من والدهم في
منزلهم قبل استهدافه
استشهد الدكتور نزار ريان مع أسرته المكونة من زوجاته الاربع وابنائه العشرة
زوجته الاولى هيام تمراز ومعها ابناءها غسان 17 عاما وعبد القادر
زوجته االثانية نوال الكحلوت ومعها اطفالها اية 12 عاما، ومريم 11 عاما
وزينب تسعة اعوام وعبد الرحمن اربع اعوام، وعائشة ثلاثة اعوام
زوجته الثالثة ايمان كساب مع طفلتها حليمة
وزوجته الرابعة شيرين عدوان مع طفليها
رحمك الله يا اسد فلسطين ورحم الله كل شهدائنا الابرار