التهاب الغدد العرقية..لماذا يهاجم المراهقين والمراهقات؟!
التهاب الغدد العرقية المزمن القيحي من الأمراض المزمنة التي تتكرر مشاهدتها في عيادات أمراض الجلد.. يبدأ المرض عند الشابات والشبان في مرحلة البلوغ، وفي بعض الحالات يبدأ بالتراجع بعد الخامسة والثلاثين وقد يستمر في حالات أخرى حتى أعمار متقدمة.
يتميز بالظهور المتكرر لما يشبه الدمامل والخراجات في منطقة الإبط خاصة بالنسبة للإناث والمغبن بالنسبة للذكور والأرداف ومحيط حلمة الثدي بشكل أقل شيوعاً.
والسبب في ذلك أن الالتهاب يحدث في أحد أنواع الغدد العرقية المحدود وجودها بهذه المناطق وهي الغدد المفترزة Appocrine.
يتميز المرض إذاً بهذه العقيدات الحمراء المؤلمة كالدمامل والتي قد يكون ألمها شديداً بحيث تمنع المريض من الجلوس وتنفتح لاحقاً لتخرج منها مادة قيحية.
وعند تراجعها تترك نواسير Fistula وهي أشبه بقنوات تمتد تحت سطح الجلد وينتهي الشفاء عادة بترك ندبات على شكل حفر أو ندبات ضخامية على الجلد أو لون أسمر غامق خاصة لدى ذوي البشرات السمراء، ومع شفاء بعض الاندفاعات القديمة يبدأ جيل جديد من الاندفاعات بنفس المكان أو بمكان آخر وهذا ما يجعل للمرض صفة الإزمان قد تترافق الحالات الشديدة من المرض أيضاً بأشكال شديدة من حبوب الشباب في الوجه والجذع.
ما هي أسباب المرض ومؤهباته؟ العوامل المؤهبة هي البدانة - الاستعداد الوراثي للحالات الشديدة من حبوب الشباب (وهي طبعاً لا تشاهد لدى كل المرضى).
أما الأسباب فهي مشتركة بين انغلاق فوهة الغدة العرقية بسدادات قرنية تشاهد على الجلد كزؤانات ضخمة أحياناً مع التهاب جرثومي في هذه الغدد.
ويمكن القول إن العلاج الشافي للأسف هو الاستئصال الجراحي للمنطقة المصابة وهو حل قد يوفر على المريض سنوات من العلاج المتكرر وغير الناجح.
أما في الحالات التي لا يمكن أو لا يرغب المريض فيها باللجوء للجراحة ككون المنطقة المصابة واسعة مثلاً فيمكن اللجوء للعلاجات المحافظة وتتضمن المضادات الحيوية التي يفضل اختيارها بعد إجراء الزرع الجرثومي ومعرفة الجرثوم المسبب.
أيضاً عقار الروأكيوتن Roaccutane المستخدم لعلاج حبوب الشباب الشديدة قد يؤدي للشفاء أو لهدئات طويلة المدى في بعض الحالات كما قد نحتاج أحياناً لشوط من الكورتيزونات.
تتضمن الإجراءات الموضعية حقن الكورتيزون ضمن الآفة والمضادات الحيوية بشكل محاليل أو كريمات أو صوابين معقمة ويجب ألا ننسى ضرورة الدعم المعنوي للمرضى خاصة كونهم من أعمار صغيرة (فترة المراهقة) وأيضاً لتوضع المرض في أماكن صعبة ومحرجة من الجسم وكذلك لسيره المزمن الناكس