من أصبح منكم آمناً في سِرْبِهِ, معافىً في جسدِهِ ،عندهُ قوتُ يومِهِ، فكأنما حِيزت له الدنيا
من رضي باللهِ رّباً وبالإسلامِ ديناً، وبمحمدٍ رسولاً، كان حقاً على الله أن يرضيه، وهذه أركانُ الرضا
أصولُ النجاحِ أن يرضى اللهُ عنك، وأن يرضى عنك منْ حَوْلَكَ وأن تكونَ نفسُك راضية وأن تقدم عملاً ًمثمراً
الطعامُ سعادةُ يومٍ، والسفرُ سعادةُ أسبوعٍ، والزواجُ سعادة شهرٍ، والمالُ سعادةُ سنةٍ، والإيمانُ سعادةُ العمرِ كلِّه
لن تسعدَ بالنومِ ولا بالأكلِ ولا بالشربِ ولا بالنكاحِ، وإنما تسعدُ بالعملِ وهو الذي أوجدَ للعظماءِ مكاناً تحت الشمسِ
من تيسرتْ له القراءةُ فإنه سعيدٌ لأنه يقطف من حدائقِ العالمِ، ويطوفُ على عجائبِ الدنيا ويطوي الزمانَ والمكانَ
*******
محادثةُ الإخوان تُذْهِبُ الأحزان ،والمزاحُ البريءُ راحةٌ، وسماعُ الشعرِ يريحُ الخاطرَ
أنت الذي تلوّن حياتَك بنظرِك إليها ،فحياتُك من صنعِ أفكارِك، فلا تضعْ نظارةً سوداءَ على عينْيكَ
فكرْ في الذين تحبهم ولا تعطِ من تكرههم لحظةً واحدةً من حياتِك، فإنهم لا يعلمون عنك وعن همِّك
إذا استغرقْت في العملِ المثمر بردتْ أعصابُك، وسكنتْ نفسُك، وغمرَكَ فيضٌ من الاطمئنانِ
السعادةُ ليستْ في الحَسَبِ ولا النَّسَبِ ولا الذهبِ، وإنما في الدينِ والعلمِ والأدبِ وبلوغِ الأربِ
أسعدُ عبادِ اللهِ عند اللهِ أبذُلهم للمعروفِ يداً، وأكثرُهم على الإخوانِ فضلاً، وأحسنُهم على ذلك شكراً
*******
إذا لم تسعدْ بساعتِك الراهنةِ فلا تنتظرْ سعادةً سوف تطلُّ عليك من الأفقِ، أو تنزلُ عليك من السماءِ
فكّرُ في نجاحاتِك وثمارِ عملِك وما قدْمَته من خَيْرٍ وافرحْ به، واحمدِ الله عليه، فإنه هذا مما يشرحُ الصدرَ
الذي كفاك همَّ أمسِ يكفيك همَّ اليومِ وهمَّ غدٍ، فتوكلْ عليه، فإذا كان معك فمنْ تخافُ ؟ وإذا عليك فمن ترجو؟
بينك وبين الأثرياءِ يومٌ واحدٌ، أما أمس فلا يجدون لذتَه، وغدٌ فليس لي ولا لهم، وإنما لهم يومٌ واحدٌ، فما أقله من زمنٍ !
السرور ينشطُ النفسَ، ويفرحُ القلبَ، ويوازنُ بين الأعضاءِ، ويجلُب القوة، ويعطي الحياةَ قيمةً والعمرَ فائدةً
*******
الغنى والأمنُ والصحةُ والدينُ وركائزُ السعادةِ، فلا هناءَ لمعدمٍ، ولا خائفَ ولا مريضَ ولا كافرَ, بل هم في شقاء
من عرف الاعتدالَ عرفَ السعادةَ, ومن سلكَ التوسطَ أدركَ الفوزَ, ومن اتبعَ اليسرَ نال الفلاحَ
ليس في ساعةِ الزمنِ إلا كلمةٌ واحدةٌ : الآنَ, وليس في قاموسِ السعادة إلا كلمة واحدةٌ : الرضا
إذا أصابتْك مصيبةٌ فتصوَّرها أكبرَ تَهُنْ عليك, وتفكّرْ في سرعةِ زوالِها, فلولا كربُ الشدةِ ما رُجيتْ فرحةُ الراحةِ
إذا وقعت في أزمة فتذكر كم أزمةٍ مرتْ بك ونجاك اللهُ منها، حينها تعلمُ أن من عافاكفي الأولى سيعافيك في الأخرى
العاقُّ ليومِه من أذهبه في غير حقٍّ قضاه ،أو فرض أدَّاه، أو مجدٍ شيّدهُ، أو حمدٍ حصَّله، أو علمٍ تعلمَه، أو قرابةٍ وصلها، أو خيرٍ أسداه
*******
ينبغي أن يكون حولك أو في يدك كتابُ دائم؛ لأن هناك أوقاتاً تذهب هدراً، والكتاب خير ما يحفظُ به الوقتُ ويعمرُ به الزمنُ
حافظُ القرآنِ، التالي له آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ لا يشكو مللا ًولا فراغا ًولا سأماً، لأن القرآن ملأ حياته سعادة
لا تتخذ قراراً حتى تدرسه من جوانبِه كافَّةً, ثم استخرِ الله وشاورْ أهلَ الثقة, فإن نجحت فهذا المراد و إلا فلا تندمْ
العاقل يُكثِرُ أصدقاءه ويُقللُ أعداءه، فإن الصديق يحصلُ في سنةٍ والعدو يحصل في يوم، فطوبى لمن حببه الله إلى خَلْقِهِ
اجعل لمطالبِك الدنيوية حداً ترجع إليه ،وإلا تشتَّت قلبُك وضاقَ صدرُك، وتنغّص عيشُك، وساء حالُك
ينبغي لمن تظاهرتْ عليه نعمُ اللهِ أن يقيّدَها بالشكرِ، ويحفظها بالطاعةِ، ويرعاها بالتواضعِ لتدومَ
من صفتْ نفسُه بالتقوى ،وطَهُرَ فكرُه بالإيمانِ، وصُقِلَتْ أخلاقُه بالخَيْرِ نال حُبَّ اللهِ وحُبَّ الناسِ
*******