ما سار
خالد من
البطاح ، وجاء أرض
بني تميم : قدم مائتي
فارس ، عليهم معن بن عدي . وقدم
عينين له أمامه .
فانطلقوا . فأخذوا مجاعة بن مرارة في ثلاثة وعشرين رجلا من قومه خرجوا في طلب رجل أصاب فيهم دما ، وهم لا يشعرون بإقبال
خالد . فسألوهم ممن أنتم ؟ فقالوا : من
بني حنيفة . فقالوا : ما تقولون في صاحبكم ؟ فشهدوا أنه رسول الله . فقالوا لمجاعة ما تقول أنت ؟ فقال ما كنت أقرب مسيلمة . وقد قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت . وما غيرت ولا بدلت . فضرب خالد أعناقهم . حتى إذا بقي سارية بن عامر قال يا خالد إن كنت تريد بأهل
اليمامة خيرا أو شرا ، فاستبق مجاعة . وكان مجاعة شريفا ، فلم يقتله . وترك أيضا سارية . وأمر بهما فأوثقا في جوامع من حديد .
وكان يدعو مجاعة - وهو كذلك - فيتحدث معه وهو يظن أن خالدا يقتله . فقال يا ابن المغيرة إن لي إسلاما ، والله ما كفرت . وأعاد كلامه الأول . فقال خالد إن بين القتل والشرك منزلة وهي الحبس حتى يقضي الله في حربنا ما هو قاض . ودفعه إلى أم متمم زوجته . وأمرها أن تحسن إساره . فظن مجاعة أن خالدا يريد حبسه لأجل أن يخبره عن عدوه ويشير عليه .
فقال يا خالد . لقد علمت أني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام . وأنا اليوم على ما كنت عليه أمس . فإن يكن كذاب خرج فينا ، فإن الله يقول
ولا تزر وازرة وزر أخرى فقال يا مجاعة تركت اليوم ما كنت عليه بالأمس . وكان رضاك بأمر هذا الكذاب وسكوتك عنه - وأنت أعز أهل
اليمامة ، وقد بلغك مسيري - إقرارا له ورضا بما جاء به فهلا أبديت عذرا ، فتكلمت فيمن تكلم ؟ فقد تكلم ثمامة . فرد وأنكر وتكلم اليشكري . فإن قلت : أخاف قومي ، فهلا عمدت إلي أو بعثت إلي رسولا ؟ .
فقال إن رأيت يا ابن المغيرة أن تعفو عن هذا كله ؟ .
فقال قد عفوت عن دمك ، ولكن في نفسي من تركك حرج . فقال له ذات يوم أخبرني عن صاحبك ، ما الذي يقرئكم ؟ هل تحفظ منه شيئا ؟ قال نعم فذكر له شيئا من رجزه فضرب خالد بإحدى يديه على الأخرى ، وقال يا معشر المسلمين اسمعوا إلى عدو الله كيف يعارض القرآن ؟ .
ثم قال خالد أفما كان في هذا لكم ناه ولا زاجر ؟ ثم قال هات من كذب الخبيث . فذكر له بعض رجزه .
فقال خالد وقد كان عندكم حقا ، وكنتم تصدقونه ؟ .
فقال لو لم يكن عندنا حقا ، لما لقيك غدا أكثر من عشرة آلاف سيف يضاربونك حتى يموت الأعجل .
فقال خالد إذا يكفيناهم الله ويقر دينه فإياه يعبدون . ودينه يؤيدون .
قال
عبيد الله بن عبد الله لما انصرف خالد وأجمع أن ينزل عقرباء ودفع الطلائع أمامه . فرجعوا إليه . فأخبروه أن مسيلمة ومن معه قد نزلوا عقرباء فشاور أصحابه أن يمضي إلى
اليمامة ، أو ينتهي إلى عقرباء . فأجمعوا أن ينتهي إلى عقرباء . فزحف خالد بالمسلمين إليها . وكان المسلمون يسألون عن الرجال بن عنفوة فإذا الرجال على مقدمة مسيلمة فلعنوه وشتموه