حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من
الأنصار اثنا عشر رجلا ، فلقوه بالعقبة وهي
العقبة الأولى ، فبايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب .
قال
ابن هشام : وإنما قيل لهم القواقل لأنهم كانوا إذا استجار بهم الرجل دفعوا له سهما ، وقالوا له قوقل به بيثرب حيث شئت .
ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن
أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن
الخزرج ، ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن سلمة
عقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام .
ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة
قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن غنم بن سواد .
رجال العقبة من الأوس رجال العقبة الأولى من بني عمرو ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن
الأوس : عويم بن ساعدة .
وذكر في أنساب المبايعين له في
العقبة الأولى في بني سلمة منهم سادرة بن تزيد بن جشم وتزيد بتاء منقوطة باثنتين من فوق ولا يعرف في
العرب تزيد إلا هذا ، وتزيد بن الحاف بن
قضاعة ، وهم الذين تنسب إليهم الثياب التزيدية وأما سلمة بكسر اللام فهم من
الأنصار سمي بالسلمة واحدة السلام وهي الحجارة قال الشاعر
وفي جعفي سلمة بن عمرو بن دهل بن مروان بن جعفي وفي
جهينة سلمة بن نصر بن
غطفان قاله ابن حبيب النسابة في الصحابة عمرو بن سلمة أبو بريدة الجرمي الذي أم قومه وهو ابن ست سنين أو سبع وفي الرواة
عبد الله بن سلمة وينسب إلى بني سلمة هؤلاء سلمي بالفتح كما ينسب إلى بني سلمة وهم بطنان من بني عامر يقال لهم السلمات يقال لأحدهم سلمة الخير وللآخر سلمة الشر ابنا قصير بن كعب بن
ربيعة بن عامر وأما بنو سليمة بياء ففي
دوس ، وهم بنو سليمة بن مالك بن فهم بن غنم بن
دوس ، وسليمة هذا هو أخو جذيمة الأبرش وهو الذي قتل أخاه مالكا بسهم قتل خطأ ويقال في النسب إليه سلمي أيضا وهو القياس وقد قيل سليمي كما قيل في عميرة عميري .
وذكر بني جدارة من بني النجار وجدارة وخدارة أخوان وغيره يقول في جدارة خدارة بالخاء المضمومة وهكذا قيده أبو عمرو ، كذلك ذكره ابن دريد في الاشتقاق وهو أشبه بالصواب لأنه أخو خدرة وكثيرا ما يجعلون أسماء الإخوة مشتقة بعضها من بعض .
وذكر القواقل وهم بنو عمرو بن غنم بن مالك وذكر تسميتهم القواقل وأن ذلك لقولهم إذا أجاروا أحدا : قوقل حيث شئت ، وفي
الأنصار : القواقل والجعادر وهما بطنان من
الأوس ، وسبب تسميتهما : واحد في المعنى ، أما الجعادر فكانوا إذا أجاروا أحدا أعطوه سهما ، وقالوا له جعدر حيث شئت ، كما كانت القواقل تفعل وهم بنو زيد بن
عمرو بن مالك بن ضبيعة [ بن زيد ] يقال لهم كسر الذهب وهما جميعا من
الأوس . قال الشاعر
وذكر فيهم أبا الهيثم بن التيهان ولم ينسبه ولا نسبه في أهل
العقبة الثانية ولا في غزوة بدر وهو مالك بن التيهان واسم التيهان أيضا مالك بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعون بن جشم بن
الحارث بن الخزرج بن
عمرو بن مالك بن
الأوس الأنصاري حليف بني عبد الأشهل كان
أحد النقباء ليلة
العقبة ، ثم شهد بدرا ، واختلف في وقت وفاته فأصح ما قيل فيه إنه شهد مع علي صفين وقتل فيها رحمه الله وأحسب
ابن إسحاق وابن هشام تركا نسبه على جلالته في
الأنصار وشهوده هذه المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاختلاف فيه فقد وجدت في شعر
عبد الله بن رواحة حين أضاف أبو الهيثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منزله ومعه أبو بكر وعمر فذبح لهم عناقا وأتاهم بقنو من رطب الحديث بطوله فقال ابن رواحة في ذلك
فجعل إرشيا كما ترى ، والإراشي منسوب إلى إراشة في
خزاعة ، أو إلى إراش بن
لحيان بن
الغوث فالله أعلم أهو أنصاري بالحلف أم بالنسب المذكور قبل هذا ، ونقلته من قول أبي عمر في الاستيعاب وقد قيل إنه بلوي من بني إراشة بن فاران بن عمرو بن
بلي ، والهيثم في اللغة فرخ [ النسر أو ] ، العقاب والهيثم أيضا ضرب من العشب فيما ذكر أبو حنيفة وبه سمي الرجل هيثما أو بالمعنى الأول وأنشد